مقدمة :
تتطور لغة الأطفال بشكل سريع خلال السنوات الأولى من أعمارهم ، حيث يتقن الأطفال الكثير من المهارات اللغوية مع بلوغهم عمر (5-6 سنوات) . والتطور اللغوي عند الطفل ينطوي على مهارتي الاستقبال ( الفهم ) ، والتعبير ( الكلام ) . علماً بأن مهارة الاستقبال تنضج قبل مهارة التعبير . وتتسم سرعة التطور اللغوي عند الأطفال بالتباين الشديد من طفل إلى آخر ، فكثيراً ما يصل بعض الأطفال إلى عمر الثلاث سنوات ولا يزالون لا يتقنون سوى بضعة كلمات محدودة ، بينما تجد أن ابن السنتين أو أقل بقليل يتحدثون بجمل واضحة ومفهومة إلى حد جيد . ويمكن تفسير هذا التباين من خلال العوامل المؤثرة في التطور اللغوي
العوامل التي تؤثر في النمو اللغوي
هناك مقومات أساسية تساعد في نمو اللغة بشكل طبيعي وحدوث خلل في هذه المقومات يؤثر في تطور اللغة عند الطفل ومنها :
1 - سلامة القنوات الحسية : مثل الحواس السمعية والبصرية حتى الشم والتذوق .
2 - صحة وظيفة الدماغ : فهم وتكوين الكلمات يحتاج إلى قدرات عقلية سليمة من حيث النشاط العصبي العضلي والقدرة الذهنية ، حيث أن الدماغ هو موضع إدراك وفهم وتداخل عمليات الكلام .
3 - مقدرة فسيولوجية : أن تكون الأعضاء النطقية المسئولة عن إنتاج الكلام سليمة ( اللسان – الشفاه – الحنجرة- الأوتار الصوتية - الفكين - الأسنان – التجويف الأنفي والفموي - الحجاب – انتظام التنفس )
4 - الصحة النفسية : حيث أن العوامل النفسية المختلفة التي تحدث في بيئة الطفل تعوق أو تعجل نمو لغة الطفل وتؤثر الاضطرابات النفسية عند الطفل على نمو اللغة بشكل طبيعي .
5 - البيئة المنبهة : تلعب بيئة الطفل دوراً هاماً في نمو لغته ، ويمثل نوع ودرجة تفاعل الطفل مع الآخرين عاملا بيئياً يؤثر على نمو اللغة لدى الطفل .
تأخر نمو اللغة
ماهية اللغة :
اللغة عبارة عن نظام من الرموز يتم الاتفاق عليه في ثقافة معينة وبين أفراد معينة ويتسم هذا النظام بالضبط والتنظيم وفقاً لقواعد ومنها يتم تبادل الأفكار والمشاعر.
مفهومتأخرها:
هو عدم القدرة على تنظيم هذه الرموز وعدم وضوح في محتويات اللغة من معنى وسياق أو قواعد وأصوات وحوار بحيث يكون هناك تأخر أو قصور وفقاً للمستوى الذهني .
أسباب تأخر نمو اللغة :
1- الحرمان الحسي:
نلاحظ أن بعض الأطفال يعانون من التهابات في الأذن الوسطى تؤدي إلى ضعف السمع أو تؤدي لضعف التمييز السمعي.
2- الإصابات الدماغية :
إصابة مراكز اللغة والكلام عند الطفل تؤدي لضعف اللغة ونلاحظ الأطفال الذين تعرضوا لنقص الأوكسجين أو لديهم نشاط زائد يؤثر على مراكز الدماغ .
3- القدرة العقلية :
يتفاوت تأثير المشكلة الذهنية فى اللغة فالقصور الذهني البسيط غير القصور الذهني المتوسط أو الشديد ، تدني القدرات العقلية يسهم فى تأخر نمو اللغة .
4- الاضطرابات النفسية :
شعور الطفل بالدونية والإهمال وعدم الثقة بنفسه وانعدام الحافز بسبب نفور أو انشغال الأهل ، أو التدليل والحماية الزائدة يؤدي لاضطراب الحالة النفسية ومنها يؤثر على اللغة لوجود الابن في حيز الأسرة فقط دون انفتاح .
5- الحرمان البيئي:
عدم وعي الأسرة بحالة الابن وعدم وفرة الإمكانيات الموجودة بالمنزل تؤدي لاضطراب اللغة ، تفاوت البيئة وتغييرها أكثر من مرة يؤدي إلى التشتت .
6- إعاقات مصاحبة:
بعض الأطفال الذين بهم إعاقة بدنية يؤدي لضعف اللغة والمصحوبين بسمات توحد.
7- تأخر لغوي غير محدد :
يوجد بعض الحالات لديها تأخر فى نمو اللغة غير محددة الأسباب التي أدت إلى تأخر القدرات اللغة وتطورها
الشروطالواجب توفرها لكي يتكلم الطفل
هناك شروط أساسية يجب أن تتوفر لكي يستطيع الطفل أن يتكلم ، و سنردها بالتالي :
( الاستطاعة ، المعرفة ، الإرادة )
( الاستطاعة (
أن يستطيع أن يتكلم :
مقدرة على التمييز السمعي
مقدرة ذهنيه مناسبة
مقدرة فسيولوجية ( أعضاء الكلام سليمة : لسان- فكين- أسنان - تنفس )
( المعرفة (
أن يعرف أن يتكلم:
يتوقف هذا على التجارب التي تعرض لها ( روائح - مذاق - أصوات-
لمس - مثيرات بصرية ) ومدى نجاح الأم أو المعلم في ترجمة هذه التجارب إلى كلمات بسيطة تكون مفهومة للطفل ومتفقة مع الموقف .
( الإرادة (
أن يريد أن يتكلم :
يُترك للطفل مجال للتعبير عن احتياجاته لا نسرع بتلبيتها قبل أن ينطق بها فيفقد الحافز على الكلام.
يهيأ للطفل جو غير متوتر يتأكد فيه أن البالغ سيستمع إليه دون تهديد بأسئلة أو طلبات أو بذنب مرتبط بالكلام .
إذا وجد المعلم نفسه مع الطفل لديه تأخر في نمو اللغة عليه أن يسأل أي الشروط السابقة غير متوافرة في هذا الطفل وكيفية التغلب على هذا النقص .
عدل سابقا من قبل abdelazim في الجمعة 18 ديسمبر 2009, 12:11 am عدل 1 مرات